كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



أن نزع حرف الجر لا يوجب النصب لذات النزع (1)، وإنما ينتصب الاسم بعد نزع حرف الجر إذا كان ثمة ما يقتضي نصبه على جهة الفضلية من فعل أو ما يشبهه، فإذا وجد حرف الجر كان العمل له لقربه، فإذا نزع عاد العمل للفعل أو ما يشبهه، ولو كان نزع حرف الجر يوجب النصب لكان ذلك مطردا في كل موضع ولا خلاف أن كثيرا من الأسماء ينزع منها حرف الجر، ولا تنتصب بنزعه نحو قوله تعالى: {وكفى بالله وليا وكفي بالله نصيرا} (2) فلو نزع حرف الجر لكان: وكفى الله وليا وكفى الله نصيرا، وكذلك قولك: بحسبك درهم، وما جاءني من أحد، فلو نزعت حرف الجر لقلت: حسبك زيد، وما جاءني أحد، فدل ذلك على أن نزع حرف الجر لا يوجب النصب وإنما النصب للفعل أو ما يشبهه.
أن الأصل في الكلام (البنية العميقة) عدم الباء (3)، فالأصل: زيد قائم وليس الأصل: زيد بقائم، فلما قصد نفي الخبر مجردا من التوكيد، قيل: ما زيد قائما، فجيء بما لأداء معنى النفي حسب، فإذا لم تثبت في الأصل لم يحكم بأنها محذوفة، فلما قصد توكيد النفي، قيل: ما زيد بقائم فتكون معاني الجمل بحسب تسلسلها من البنية العميقة حتى البنية السطحية مرتبة على النحو الآتي:
قيام زيد، وتمثله جملة: زيد قائم.
نفي قيام زيد، وتمثله جملة: ما زيد قائما.
توكيد نفي قيام زيد، وتمثله جملة: ما زيد بقائم.
وقد أوجز العكبري ذلك في قوله: "النصب هنا قبل الجر" (4).
- - - - - - - - - -
(1) ينظر: أسرار العربية: 139، والإنصاف: 1 /157، واللباب: 1 /175، وشرح الكافية: 2 /223، والبسيط: 1 /477، 2 /930، والمسائل السفرية: 21.
(2) النساء: 45.
(3) ينظر: التبيين: 325، وشرح الكافية: 2 /223.
(4) التبيين: 325.